بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا مقال تم إرساله لي, وقيل أنه أُرسل من قبل لاحدى الصحف ولكنهم لم ينشروه لأسباب غامضة.
وكما تعهدنا معكم في هذه المدونة أن نكون "منبر من لا منبر له" لا سيما من أراد أن ينصر دين الله بقلمه ولم يجد من يعينه على ذلك, ننشر هذه المقالة:
الثورة
الخفية
انتشر
بكثافة في الآونة الأخيرة في العالم ككل والعالم الإسلامي أيضا علم بدعي يسمى بـ"علم
الطاقة" وهذا نوع من العلوم
البدعية التي تسيء للإسلام لما تحتويه من مخالفات, حيث كان المروج الأول لهذه البدعة كاهن بوذي يدعى: ميكاو أوسي
Mikao Usuia Buddhist monk.
والطاقة
المرادة هنا هي المسماة بعلم الطاقة أو الريكي والمقصود بها هي "الطاقة الكونية"
حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون وهي مستمدة من مذاهب فكرية مبنية على فلسفات أديان الصين والهند، وهي فلسفات إلحادية
لا تؤمن بوجود الإله ولها نظرة خاصة للكون والحياة ملخصها: "أن الأصل في الكون
كان "كل" واحد لا مرئي ولا شكل له، وليس له بداية ولا نهاية ثم تكونت منه
ثنائيات متوازنة ليستمر الكل واحد، وأعظم هذه الثنائيات الشمس والقمر، ولابد للإنسان
أن يسعى لإيجاد التوازن بين هذه الثنائيات في حياته ليصل للسعادة والاتحاد بالكل،
ويساعده في ذلك تأملات خاصة ورياضات روحية، وأنظمة حمية غذائية وتمارين استمداد الطاقة
الكونية" وهي في الأصل ثورة خفية تهدف إلى إقناع الفرد بالاستغناء عن أي مصدر
خارجي, أي اكتف بذاتك اشف نفسك بنفسك، فجر طاقاتك بنفسك، وأن الدين بالنسبة لهم تصورات
ذهنية حيث استغلت الدورات كطريق سهل لوصول هذا العلم لأكبر شريحة فبدأوا بنشرها كدورات تدريبية بسيطة وبنظام الساعات دون حسيب أو رقيب وبأسعار تكاد تكون خيالية بالنسبة لضعف وركاكة هذه المادة البدعية المدربة ومحتواها المسيء للرسالة المحمدية, وقبلها إنكار وجود الإله على المدى
البعيد من خلال تشرب العقل لهذا العلم الوثني وهذه الدورات متلبّسة بلباس النفع والخير
وفي حقيقتها شر إذ يمتزج فيه الشرك بالوثنية من فلسفات الصين والهند وتغلغلت إلينا
مستغلة ديننا الإسلامي كدرع تتستر خلفه ولعلمهم بمدى تمسك هذا المجتمع بالدين فمن هنا
المنطلق ويتم التدريب عليها عندنا بطرق وهي ( نظام "الماكروبيوتيك" /تدريبات
الريكي / تدريبات التشي كونغ /التأمل التجاوزي والارتقائي/دورات البرمجة اللغوية العصبية)
كما أنه من المهم الإشارة إلى أن
المتبنين
لهذه التطبيقات والمروجين لها بصورها التدريبية والاستشفائية في العالم هم طائفة
"النيواييج" "العصر الجديد" وهي من أكبر الطوائف الوثنية الجديدة
في الغرب، ذكرت ذلك مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة
بعنوان " المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين" ويتم فيها تعريفاً
لهم ولطريقتهم ,ونعتبر كل المدربين المسلمين في الوقت الحالي هم مبتدئين في هذا العلم
ما أن يتغلغوا داخله سيعلمون مدى تناقضه مع شريعتنا
وعقيدتنا, لذلك تجدهم يتخبطون في الكلام وفي دواخلهم أسأله بإعتقادهم كلما استزادوا من هذا العلم سيجدون
الإجابة وفي الحقيقة كل ماتغلغوا داخله زادهم ضلالة وحيرة وعند النقاش مع المدرب تجده
يقف عند بعض الكلمات متحججا بأشياء غير مقتنع بها من الداخل ويريد إقناع من حوله, ولتجد
التناقضات واضحة جليه يتكلمون هؤلاء المدربين عن أن الإنسان له طاقة ويستطيع أن يفجر
فيها كل شي وبنفس الوقت يقولون الله القادر والمتحكم فلا يوجد ربط بل تناقض صريح !!!
ورد بعض من مدربي هذا العلم الوثني
بعد استشهادنا بكلام بعض من بيّن حقيقة هذا العلم وهم قلّه للأسف (أمثال الدكتورة فوز
الكردي والشيخ ناصر العمروالشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد والشيخ محمد المنجد والشيخ
رامي في قناة الناس) قالوا بأن هذا العلم البدعي هو من الإعجاز العلمي ومرجعهم القرآن
وحقيقة الأمر التي يجهلها هؤلاء أن الدين جاء محكم مغلق من جميع الأبواب وكامل كما
قال جلّ في علاه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً}
المائدة/3 حيث أن معجزة القرآن واضحة جليّة لاشك فيها مستمرة إلى يوم القيامة ويدركها
العربي والأعجمي، وتبقى ظاهرة متجددة إلى قيام الساعة، وخارق للعادة في اسلوبه، وفي
بلاغته، وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار، إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون؛ يدل على صحة دعواه ,ولا ننسى أن
التدرج العقدي يبدأ بالمظاهر
والشكليات
ثم ينتقل إلى السلوكيات ومن ثم الاعتقاد ومن ثم يورث للأجيال من بعدنا حتى يصبح جزء
لايتجزأ من الدين وهنا تكمن الخطورة بمعتقدهم حيث أن ناشري وناقلي هذا العلم استغلوا
آيات القران والأحاديث حيث يستخدمون الآيات والأحاديث ويفسرونها على حسب ماتقتضيه مصلحتهم
لتوصيل المعلومة وإليكم إقتباس مما ينشرون وعلى سبيل المثال لا الحصر:
وإذا زالت طاقة الله عن إمساك السماوات
والأرض
" وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ
يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ " ( الحاقة 16 )
" إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ
" ( سورة الإنشقاق 1 )
" إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ
" ( سورة الإنفطار 1 )
" وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
" ( سورة الزمر 67(
" إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا
" ( سورة الزلزلة 1)
ولذلك فلا نقول عن طاقة الله وقوة الله
الا ما قال سبحانه عن نفسه
" وَلَوْ يَرَىالَّذِينَ ظَلَمُواإِذْ
يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا" ( سورة البقرة 165 )
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (56)
" مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ"(
الذاريات 57-58 )
طاقة المكان: الطاقة المطلقة الحكيمة اختارت أماكن وأزمنة وأشخاصا وأسماءا فجعلت فيها طاقة خاصة قوية مميزة ولقد تأملت هذا الطاقة
فى القرآن فوجدت أن هذه الطاقة المباركة يسميها الله البركة فقال فى بعض الأماكن التى
خصها بطاقة عالية " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ " ( سورة
الإسراء 1 )
وقال
صلى الله عليه وسلم: الصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة والصلاة فى المسجد الاقصى
تعدل خمسمائه صلاة
**وقال
سبحانه وتعالى" إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا " ( سورة آل عمران
96 )
فالمسجد
الأقصى والمسجد الحرام والقدس ومكة هى أماكن كسائر الأماكن من حيث تربتها وصخورها فمن أين استمدت طاقتها من السماء....كيف؟؟
حينما
عرج الرسول صلى الله عليه وسلم الى السماء كان عروجه من المسجد الأقصى، فأدرك وجود العلاقة
بين السماء والأرض فى بعض النقاط التى اختصها الله بطاقة عالية لذلك حينما كان الرسول
صلى الله عليه وسلم يبحث عن قبلة أخرى ،كان يدرك أنها يجب أن تكون مكانا مباركا بطاقة
عالية يشحن طاقة المتوجهين إليه بوجوههم وقلوبهم..
كان
يدرك أن طاقة هذا المكان يجب ان تكون متصلة بالسماء وليس بالأرض.. وقد أوضح الله تعالى
ذلك فقال:
{قَدْ
نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ
شَطْرَهُ " ( البقرة 144 )
ويكفي أن أذكركم بأن الفراعنة أهل علم الطاقة، اكتشفوا أن الشكل الهرمي يجمع الطاقة الكونية
بوجوهها الأربع ويركزها فى نقطة فى مركز الهرم بدليل أنهم كانوا يضعون جثة فرعون فى
هذا المكان.. وبدليل التجارب التى قام بها العلماء على هرم مصغر والتى أثبتت وجود مضاعفة
كبيرة فى علم الشىء بسبب تضاعف طاقتها عند وضعها فى هذه النقطة من الهرم والتى تحتوى
على ترددات اللون الأخضر الذى يعتبر أعلى طاقة على الإطلاق، فهو يرفع من طاقة الاشياء
التى حوله بشكل مطلق وقد أشار الله الى ذلك فى وصف نعيم أهل الجنة " وَيَلْبَسُونَ
ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ " ( سورة الكهف 31 )وهذه إشارة
واضحة على الطاقة العالية للون الأخضر والتى تبدد الطاقات السلبية ذات الترددات والتوترات
الكلية لكل شخص كالغل والحسد والحقد وفى
ذلك قال تعالى:" وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى
سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ " سورة الحجر 47 "
يا للروعه،حجارة
خضراء...لون الطاقة الاعلى..والرتددات الاكبر...وكيف شكلها ؟؟..كالاسمنة؟؟ اى كالاهرامات،
الشكل القوى من حيث الطاقة،الذى يجمع الطاقات الكونية كلها وأين؟؟..فى اساسات الكعبة
المباركة ذات الطاقة العالية والموصوله بالسماء بطاقة مباشرة من الله،والتى تتضاعف
الصلاة فيها الى مئة الف صلاة فليس غريبا اذا ان نتوجه الى الكعبة فى كل صلاة نشحن
طاقة من تحت اظفارنا نبدد فيها طاقة جسدنا اضغاننا وهمنا والطاقات الارضيه الهدامه
وقد
اوضح
الرسول صلى الله عليه وسلم وقال الصلاة الى الصلاة كفارة لما بينهما وكان اذا همه امر
من امور الدنيا(طاقة سيئة مشوشة)..
فرغ
الى الصلاة ولذلك كان يقول ارحنا يا بلال .
ولم
يقف علمهم المزعوم عند هذا الحد بل تم توزيع أسماء الله الحسنى التسع وتسعين أسم على
أجزاء الجسم البشري من أجل الاستشفاء بهامن خلال التكرار وعلى سبيل المثال:
(الاذن
وعلاجها بذكر أسم الله السميع 211 مره/العمود الفقري وعلاجه بذكر أسم الله الجبار
237مره /المعده وأن تذكر اسم الله الرزاق 379مره وهكذا.......)
وأيضا بإستطاعة الشخص على حد زعمهم التواصل مع الموتى
أو البعيد عن طريق علم التخاطر والاستشفاء بالاحجار عن طريق علم الأحجار و...و....
وكثير من هذه البدع والخرافات التي يجب الحذر منها كما قال صلى الله عليه وسلم
:"إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في
النار " رواه أهل السنن
وقبل
أن أختم المقال ومن باب الطرافه في هذا العلم المزعوم قرأت كتاب إلكتروني مترجم (pdf) أسمه "الهداية الالهيه علم الطاقة والتأمل
" صفحة 184 ولكم إقتباس منه( كان يذكر أن هناك شخص يدعى بودي دارما هو احد أعظم
معلمي التأمل في تاريخ البشريه بأكمله أنه كان يركز في شيء ما -شيء خارجي - عيناه كانتا
تطرفان والتركيز كان يضيع لذلك قام بإنتزاع جفنيه ورماهما على الارض وركز وبعد أسابيع
قليله لقد رأى نباتات تنمو في ذات المكان الذي رمى فيه
جفنيه هذه الحكايه حدثت على جبل في الصين وكان أسم الجبل
تاه او تا من هذا المكان جائت أسم تي Tea(شاي)
تلك النباتات التي كانت تنمو أصبحت شاي ولهذا السبب الشاي يساعدك على أن تبقى يقظا.عندما
تطرف عيناك وتشعر بالنعاس , تناول كوبا من الشاي هذه جفون دارما لهذا السبب يعتبر نساك
زن الشاي مقدسا)
صدق
الإمام ابن تيمية عندما قال في فلاسفة عصره أمثال هؤلاء الفلاسفه في عصرنا الحديث:
"وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم
المسلمين ، وأهل النجوم لهم اختياراتهم" وأيضاً قوله " كذلك كانوا في ملة
الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو لا يوجبون
التوحيد ...كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام
من القوى والطبائع وإن صناعة الطلاسم والأصنام لها والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار
فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه "
وأخيراً
في ثنايا هذا العلم الوثني الكثير من البدع والخزعبلات التي لايسعنا أن ننشرها كاملة
هنا في هذا مقال الذي من المحتمل أن يملّه بعض القراء فسعينا بنشر مثل هذا المقال
البسيط الذي يعطي نبذه مختصره لخطورة مثل هذه العلوم هو من منطلق محبتنا لديننا الاسلامي
ومخافتنا على تشويهه بدخول مثل هذه العلوم الوثنيه البدعيه التي تشكل ثورة خفية
لبث سمومها لغزو فكر المسلمين بغطاء الاسلام وبخفيه تامه وندائنا هنا إلى علماء هذه
الأمه الأفاضل وكل عاقل وغيور على دينه بالتصدي لمثل هذه البدع وحصرها قبل أن تمتد
والحث على الرجوع إلى كتاب الله وهدي نبيه المصطفى وإستشعار عظمة الخالق وكل معاني
الإلوهيه .
أسأل الله أن ينفع بما كتبت فأن أصبت فمن
الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
سهـــام حمــد زامــل
تم تحريره في 16/12/2012م