{واركعوا مع الراكعين}
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
في ظل انتشار جائحة كورونا اضطر الناس إلى التباعد في صفوف الصلاة كما هو مشاهد، ولن أضيع وقتك أيها القارئ الكريم بمزيد تنظير حول هذه النازلة، فقد ناقشها غيري ممن يفوقني علما ونظرا.
إنما أنا هنا معك اليوم لأزجر نفسي وأيقظها، وأحث غيري وأذكره، فهاهي بوادر الانفتاح تلوح بالأفق والمبشرات الصحية المعلنة تنير نهاية النفق، وهذا بفضل الله وحده.
من تلبيس إبليس على المصلين أنه ثقّل عليهم صلاة الجماعة وزهدهم بها، بشبهات متنوعة لا تخفى على القارئ الكريم {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره} !
تذكير ببعض النصوص الحاثة على صلاة الجماعة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته ، وفي سوقه ، خمسا وعشرين ضعفا ، وذلك أنه : إذا توضأ ، فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد ، لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة ، إلا رفعت له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة ، فإذا صلى ، لم تزل الملائكة تصلي عليه ، ما دام في مصلاه : اللهم صل عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة" [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة ، والأخرى ترفع درجة " [رواه مسلم].
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح [رواه البخاري].
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله:
ومعنى الحَدِيْث : أن من خرج إلى المسجد للصلاة فإنه زائر الله تعالى ، والله يعد لَهُ نزلاً من المسجد ، كُلَّمَا انطلق إلى المسجد ، سواء كَانَ فِي أول النهار أو فِي آخره [فتح الباري لابن رجب الحنبلي].
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : " من سره أن يلقى الله غدا مسلما ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ، لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد ، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف" [رواه مسلم].
وهذه خطوات عملية تساعد في دفع الكسل ودوام الاستعداد لتلبية نداء الله:
- النية الصادقة مع علام الغيوب.
- أذكار النوم مع المسح كما هو ثابت.
- صل وترا قبل أن تتجه للفراش.
- حاول أن تنام على طهارة.
- التخفيف من الأكل الدسم قبل النوم.
- وضع المنبه على مواعيد الصلاة، وحبذا تشغيل برنامج المؤذن على هاتفك الذكي، فإن الأذان يطرد الشياطين.
- لا تجلس بالبيت وقت اليقظة بملابس النوم، وهذه نقطة مهمة ,فملابس النوم تعطي إيحاء بالخمول والاسترخاء فتزيد من جرعة الكسل عندك بشكل كبير جدا، فلذلك عندما تستيقظ من النوم، أو تعود من العمل، البس لباسك الذي تلبسه للخروج من المنزل، حتى لا تثقل عليك المسألة عندما تسمع الأذان فتعارك نفسك وتضيع وقتك وتفرح شيطانك!
- اذهب إلى الخلاء قبل الصلاة بوقت كافي ولا تجعلها عمدا عند الأذان وقبيل الإقامة! فهذه حيلة شيطانية، زد على ذلك أن الخلاء أكرمك الله مرتع للشياطين، فسيزيد من الوسواس والإطالة بالطهارة والنظافة زعم!
- لا تتعمد إحضار الطعام أو المشروبات الساخنة بوقت قصير قبل الصلاة عمدا! فإن الله يعلم الغيب وما تكنه الصدور ولا تعجزه الحيّل وإن زينها الشيطان بعذر فقهي!
واعلم أن الصلاة هي وظيفة العمر {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} اليقين: الموت.
وكفاك إهمالا وتعليق الكسل بشماعة كورونا أو عدم صحة الجماعة مع التباعد!
وستنجلي هذه الحجة قريبا فماذا أنت صانع؟
/أبو فوزي الكويتي.
